يقول العلامة القاسمي رحمه الله تعالى:{وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً}[الواقعة:٧] أي: أصنافاً ثلاثة.
(فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ) تقسيم وتنويع للأزواج الثلاثة، مع الإشارة الإجمالية إلى أحوالهم قبل تفصيلها.
وإطلاق الميمنة والمشأمة اللتين هما الجهتان المعروفتان على منزلة السعداء الذين هم الأبرار والمصلحون من الناس وعلى دركة الأشقياء الذين هم الأشرار والمفسدون من الناس، أصله من تيمن العرب باليمين وتشاؤمهم بالشمال كما في السانح والبارح، وقولهم للرفيع: هو مِنِّي باليمين، وللوضيع هو مِنَّي بالشمال، وتجاوزاً به أو كناية به عما ذكر.
وقيل: الميمنة والمشأمة بمعنى اليُمن والشؤم.
فليس بمعنى الجهة، بل بمعنى البركة وضدها، لما غلب عليهم من أنفسهم وأفعالهم، وفي جملتي الاستفهام إشارة إلى ترقي أحوالهم في الخير والشر تعجباً منه.