للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير قوله تعالى: (قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحداً)

يقول تبارك وتعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} [الجن:٢٠].

وقرئ ((قَاْل إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا)).

قوله: ((إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي)) أي: أعبد ربي وأبتهل إليه وحده.

((وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا) أي: فليس ذلك ببدع ولا منكر يوجب تعجبكم أو إطباقكم على مقتي، يعني: هذه دعوتي صريحة واضحة، فمن أي شيء تتعجبون؟! أتتعجبون أنني أدعو إلى لا إله إلا الله، أو أني أقول: ربنا الله؟! ماذا تنكرون من حالي وأنا لا أقول إلا: لا إله إلا الله؟ ولا أدعو إلا إلى توحيد الله تبارك وتعالى ونبذ الأنداد.

فهذا كقول الله عز وجل: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر:٢٨].

وقوله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج:٨].

وقوله تعالى عن لسان المؤمنين السحرة: {وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا} [الأعراف:١٢٦].

فلذلك قال هنا: ((قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا)) أي: فليس ذلك ببدع ولا بمنكر يوجب تعجبكم أو إطباقكم على مقتي.