للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أوجه المدح لإبراهيم في قوله: (قوم منكرون)]

يقول ابن القيم: ((قَوْمٌ مُنكَرُونَ)) فيه من حسن مخاطبة الضيف والتذمم منه وجهان في المدح: أحدهما: أنه حذف المبتدأ والتقدير: أنتم قوم منكرون، فتذمم منهم ولم يواجههم بهذا الخطاب لما فيه من الاستيحاش.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يواجه أحداً بما يكرهه، بل يقول: (ما بال أقوام يقولون كذا ويفعلون كذا).

والثاني: قوله: ((قَوْمٌ مُنكَرُونَ)) فحذف فاعل الإنكار وهو الذي كان أنكرهم، حيث لم يقل: أنا أنكركم، كما قال في موضع آخر: (نكِرَهم) ولا ريب أن قوله: ((قَوْمٌ مُنكَرُونَ)) ألطف من أن يقول: أنكرتهم.