للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم)]

{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [يوسف:٦٢].

((وقال لفتيانه)) أي: لخدامه الكيالين ((اجعلوا بضاعتهم في رحالهم)) يعني ببضاعتهم ما شروا به الطعام إما الذهب أو الفضة وروي أنها كانت فضة، أي: اجعلوها في أمتعتهم من حيث لا يشعرون.

((لعلهم يعرفونها)) أي: لكي يعرفوها.

((إذا انقلبوا إلى أهلهم)) أي: وفتحوا أوعيتهم.

((لعلهم يرجعون)) أي: حسبما أمرتهم به، فإن التفضل عليهم بإعطاء البدلين من أقوى الدواعي إلى الرجوع، كل هذا تحريض لهم على أن يرجعوا، وهذا من الإحسان والإكرام، حيث أعطاهم هذه الميرة وأعطاهم أيضاً الثمن الذي بذلوه وهو الفضة.

وفي تفسير آخر لقوله: ((لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون)) أي: أن يتحرجوا إذا وجدوا المال فيحرصون على أن يعيدوه إلى صاحبه، ولكن قد يدفع هذا التأويل قولهم فيما بعد: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا} [يوسف:٦٥] فهموا من ذلك أنها ردت إليهم تفضلاً، {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} [يوسف:٦٥].