للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم)]

قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ} [التوبة:٦٨] يعني: يكفيهم النار عقاباً وجزاءً، {وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [التوبة:٦٨]، لا ينقطع، وأوصي نفسي وإياكم بالتأمل كثيراً إذا ذكرت كلمة: الخلود في القرآن الكريم، ولو أعمل الفكر فيها فسوف تتغير كثير من أولوياتك في الحياة، وقيمك ونظرتك للأشياء وإلى الناس وإلى كل شيء، الخلود يعني: العذاب الدائم في جهنم، وليس موازياً حتى لعمر الدنيا كلها من حين خلقت إلى أن تقوم الساعة، وهذا عذاب من أشد العذاب كما تعرفون من النصوص، وفي نفس الوقت لا أمل على الإطلاق في الموت، كل أمل هؤلاء الكفار أن يموتوا: {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} [فاطر:٣٦]، تأملوا كلمة خلود، وأعملوا عقولكم فيها كثيراً، فحينئذ تعطي الدنيا حجمها؛ لأن الإنسان لو عاش طول عمره يعاني من البلاء والمصائب، ويصبر على ذلك ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى، ففي النهاية كما قال النبي عليه السلام: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)، سجن ينطلق فيه لحظة الإفراج ولحظة خروج روحه إلى السعادة الأبدية، لكنها جنة الكافر، فإذا خرج منها لاقته الأغلال والأصفاد في نار جهنم خالدين فيها، وكما قال تعالى هنا: (ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم) أي: لا ينقطع.