قال الزمخشري هذا تهييج وإلهاب على معاصاتهم، فلا يطيعهم.
فهنا نهاه تعالى عن مهادنة المشركين؛ لأنهم كانوا يدعونه إلى أن يكف عنهم ليكفوا عنه، فبين الله تعالى أن مهادنتهم كفر، قال تعالى:{وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}[الإسراء:٧٤].
فهل يفهم من هذا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كاد أن يركن إليهم شيئاً قليلاً؟ إن قوله تعالى:{وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}[الإسراء:٧٤] يفهم منه العكس، فهي تمنع وجود هذا الركون أو قليل منه؛ لأن (لولا) حرف امتناع لوجود، فلوجود التثبيت امتنع منه صلى الله عليه وسلم الركون إليهم شيئاً قليلاً.
وقيل: قوله تعالى: {فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ} أي: فيما دعوك إليه من دينهم الخبيث.