[عدم دلالة قوله تعالى:(عفا الله عنك لم أذنت لهم) الآية على وقوع المعاصي من الأنبياء]
كذلك من الآيات التي قد يظن منها صدور المعصية عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}[التوبة:٤٣]، وأخبره الله بالعفو قبل الذنب؛ لئلا يطير قلبه فرقاً صلى الله عليه وسلم.
قال بعض العلماء: هذا افتتاح كلام كما تقول: أصلحك الله وأعزك ورحمك حصل كذا وكذا.
وقيل: المعنى: عفا الله عنك ما كان من ذنبك في أنك أذنت لهم، ما هو هذا الإذن؟ قيل: هو الإذن لهم في الخروج معه، وفي خروجهم بلا عدة ونية صادقة.
وقيل: المعنى: لم أذنت لهم في القعود لما اعتلوا بالأعذار؟