((وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ))، كالحيوان من النطفة والنطفة منه، والبيض من الطير وعكسه، وقيل:((تخرج الحي من الميت)) أي: تخرج المؤمن الحي من صلب الكافر الميت.
قال القفال: والكلمة محتملة للكل، أما الكفر والإيمان فقد قال تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاه}[الأنعام:١٢٢]، أي: كان ميتاً بالكفر فهديناه، فجعل الكفر موتاً والإيمان حياة، وأخرج النبات من الأرض فصارت حية وكانت قبل ذلك ميتة فقال:{وَيُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}[الروم:١٩]، وقال:{فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}[فاطر:٩]، وقال:{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[البقرة:٢٨].
((وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ))، أي: ترزق رزقاً واسعاً غير محدود من غير تضييق ولا تقصير، كما تقول: فلان يعطي بغير حساب، يعني: لا يحسب ما يعطيه، فكذلك هنا قال تعالى:((وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)).