من فوائد هذه الآية الكريمة: أن الفرج قد يحصل من حيث لا يحتسب الإنسان ولا يتوقع؛ لأنه قد يرد الفرج من باب الكرب، فها هو يوسف عليه السلام ما حصل له الفرج والتمكين والسيادة في الأرض والخير إلا بعد هذه المحنة التي مر بها، فكأن إخوته ألقوه في الجب ليهلكوه، والله سبحانه وتعالى أراد غير ذلك، أراد أن يكون إلقاؤه في الجب مفتاحاً لتحقق الرؤيا التي من أجلها حقدوا عليه وحسدوه وتآمروا على قتله أو إبعاده.
فهذه المحنة كانت في ظاهرها كربة وهي في الحقيقة سلام وفرج وتمكين في الأرض ليوسف عليه السلام.
ومعنى ((شروه)) باعوه، فالشراء والبيع يطلقان على بعضهما، فإذا كانت بمعنى اشتروه، فستكون القافلة الثانية التي من أهل مصر هم الذين اشتروه من تجار مدين، مع أن الرواية التي حكت أن تجار مدين باعوه أتت بصيغة التمريض (وروي)، فالله أعلم بصحة ذلك.
إذاً: الفرج قد يحصل من حيث لا يحتسب الإنسان، وأن من خرج لطلب شيء قد يجد ما لم يكن في خاطره، وأن الشيء الخطير قد يعرض فيه ما يهونه، وأن البشرى قد يعقبها الحزن، والعزة قد يعقبها الذلة وبالعكس.