أنزلت هذه الآيات لما أصاب المسلمين الجهد والمشقة يوم الأحزاب، حيث أصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلاء شديد بعد حصار المدينة، فقال تعالى:{أَمْ حَسِبْتُمْ}[البقرة:٢١٤] يعني: بل حسبتم.
{أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا}[البقرة:٢١٤] و (لما) تنفي إلى وقت التكلم، أي: ولما {يَأْتِكُمْ مَثَلُ}[البقرة:٢١٤] أي: شبه ما أتى الذين خلوا من قبلكم من المؤمنين والمحسنين، فتصبروا كما صبروا.
وكأن سائلاً يقول: ما مثل الذين خلوا من قبلهم؟ ما الذي حصل لهم؟ فأتى
{مَتَى نَصْرُ اللَّهِ}[البقرة:٢١٤] أي: متى يأتي نصر الله الذي وعدَنَاه؟ فأجيبوا من قبل الله:{أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}[البقرة:٢١٤] أي: قريب إتيانه.