[تفسير قوله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى)]
قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى}[البقرة:٢٦٤] يعني: لا تبطلوا أجور صدقاتكم، ولا تحبطوا هذا الثواب بالمنّ والأذى.
((كَالَّذِي)) يعني: إبطالاً كإبطال نفقة الذي (ينفق ماله رئاء الناس.
وفي هذه الآيات الكريمة تقبيح لشأن المن، والعرب كانت تقول لمن يعطي صدقة ثم يمن بها: هذه يدٌ سوداء، وتطلق العرب على ما يعطى من غير مسألة: هذه يد بيضاء، أما الذي يعطى عن مسألة فيقولون: يد خضراء، يقول الشاعر: وصاحب سلفت منه إلي يد راثت عليه مكافاتي فعاداني لما تيقن أن الدهر حاربني أبدى الندامة فيما كان أولاني وقال آخر: أفسدت بالمن ما أسديت من حسن ليس الكريم إذا أسدى بمنان وقال ثالث: أحسن من كل حسن في كل وقت وزمن صنيعة مربوبة خالية من المنن