[الربط الوثيق بين موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام في الشرع]
قوله تعالى:((وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ)) ذكر الله سبحانه وتعالى أنه صرف إلى النبي صلى الله عليه وسلم نفراً من الجن، والنفر عدد أقل من العشرة.
وأخبرنا جل وعلا أنهم لما حضروه قال بعضهم لبعض:(أنصتوا) أي: اسكتوا مستمعين، (فلما قضي) أي: لما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من قراءته (ولوا) أي: رجعوا (إلى قومهم) من الجن في حال كونهم (منذرين) أي: مخوفين لهم من عذاب الله إن لم يؤمنوا بالله، ويجيبوا داعيه محمداً صلى الله عليه وسلم، وأخبروا قومهم أن هذا الكتاب الذي سمعوه يتلى المنزل من بعد موسى (يهدي إلى الحق) وهو ضد الباطل، (وإلى طريق مستقيم)، لا اعوجاج فيه.
يوجد ارتباط وثيق بين رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وكليم الله موسى عليه السلام، والقرآن دائماً يربط بينهما في مناسبات عدة منها هذه الآية، وقوله أيضاً:{وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً}[الأحقاف:١٢]، فانظر إلى الربط بين القرآن والتوراة؛ لأنها أساس الإنجيل الذي هو فرع عن التوراة ومكمل لها.
كذلك الربط بين محمد وموسى في حادثة الإسراء والمعراج، وتردد الرسول عليه الصلاة السلام بين ربه وبين موسى عدة مرات.
كذلك في حادثة بدء الوحي عندما قال ورقة بن نوفل لـ خديجة: هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى.
كذلك لما قرأ جعفر بن أبي طالب على النجاشي سورة مريم وبكى من حوله قال: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة.