[تفسير قوله تعالى:(إن الإنسان لربه لكنود وإنه لحب الخير لشديد)]
قال الله سبحانه وتعالى:{إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}[العاديات:٦]، هذا هو جواب القسم.
قوله:(كنود) أي: كفور، يكفر نعمة الله ولا يشكرها، أي: لا يستعملها فيما ينبغي ليتوصل بها إليه.
قال المهايمي:{إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} أي: لكفور، فيوجب قتاله بهذه الخيول، وقهره بهذا الغضب.
يعني: بما أنه كفور؛ فإنه يستحق أن يسلّط الله عليه المجاهدين ليقهروه بهذه الخيول وبهذا الغضب؛ لأنه كنود كفور، إذ كفر بالله سبحانه وتعالى وبنعمه.
وعن أبي أمامة قال: الكنود الذي يأكل وحده، ويظلم عبده، ويمنع رفده.
قوله تعالى:{وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}، أي: وإن الإنسان على كفره وجحوده لشهيد، يشهد على نفسه به؛ لظهور أثره عليه، فالشهادة مستعارة لظهور آثار كفره وعصيانه بلسان حاله.
قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}[العاديات:٨]، أي: وإنه لحب المال والدنيا وإيثارها لقوي، والخير: المال والدنيا، بدليل قوله تعالى:{إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ}[البقرة:١٨٠]، فيطلق الخير على المال؛ لأن الأصل في المال أنه خير، فيستعان به على طاعة الله، وهو في حُب تقوى الله وشكر نعمته ضعيف متقاعس.
قوله:(لحب) لو قلنا: إن اللام للتعليل، فيكون المعنى: وإنه لأجل حب المال (لشديد) أي: لبخيل، فلذلك يحتجب به غارزاً رأسه في تحصيله وحفظه وجمعه ومنعه، مشغولاً به عن الحق معرضاً به عن جلاله.