[تفسير قوله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)]
قال تبارك وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}[المائدة:١٠٥].
قوله عز وجل:(يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) أي: احفظوها وقوموا بصلاحها.
(لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) قيل: المراد: لا يضركم من ضل من أهل الكتاب.
وقيل: المراد غيرهم.
كما في حديث أبي ثعلبة الخشني قال: سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك) رواه الحاكم وغيره، وصححه الترمذي.
وروى أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال:(إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه){إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[المائدة:١٠٥] يعني: ينبئكم ثم يجازيكم به.