قوله تعالى:((فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا)) يقول ابن القيم: فيه بيان ضعف عقل المرأة وعدم ثباتها إذ بادرت إلى الندبة فصكت الوجه عند هذا الإخبار.
كما قال القاسمي رحمه الله تعالى في تفسيره هنا:((فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ)): أي: في صيحة.
((فَصَكَّتْ وَجْهَهَا)) أي: لطمت وجهها تعجباً.
وليس هذا من اللطم الذي هو من النياحة، وإنما هذا على سبيل التعجب.
ثم يقول القاسمي: على عادة النساء في كل غريب عندهن لم تتمالك نفسها من شدة التعجب من هذه البشارة فلطمت وجهها.
فيقول ابن القيم: فيه بيان ضعف عقل المرأة وعدم ثباتها.
أي: أن المرأة كتلة من العاطفة فتنفعل أحياناً ولا تنضبط في انفعالها، لذلك يشترط دائماً إبعادها عما يهيج عواطفها، مثل: اتباع الجنائز وقد نهاها الشرع عن ذلك؛ لأنه من الممكن أنها إذا حضرت الجنائز أو حضرت عند الدفن ألا تتمالك نفسها، ومعلوم ما يحصل من بعض النساء من الصراخ والعويل وهذه الأشياء، وحتى عند الفرح لا تتمالك المرأة نفسها إلا من رحم الله، فترى النساء عند الفرح يأتين بهذه الأصوات المنكرة التي يفعلنها، ولذلك الشريعة لا تقبل شهادتها في الجنايات، مثل: حوادث القتل والذبح والحرق، وكذا لا تقبل شهادتها لوحدها في المعاملات؛ لعجزها عن أن تضبط الشهادة على وجهها بخلاف الرجل.