قال تعالى:{هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[الجاثية:٢٠].
قوله:((هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ))، (هذا) أي: هذا القرآن.
(بصائر للناس) أي: يبصرون به الحق من الباطل، ويعرفون به سبيل الرشاد.
قال الزمخشري: جعل ما فيه من معالم الدين والشرائع بمنزلة البصائر في القلوب، كما جعل روحاً وحياة.
{هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى}، من الضلالة.
{وَرَحْمَةٌ}، من العذاب لمن آمن وأيقن.
{لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} يطلبون اليقين، وسبق أن فسرنا آية في سورة الدخان بنفس المعنى، وهي قوله تعالى:{إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}[الدخان:٧] أي: إن كنتم تريدون اليقين، فكذلك هنا (هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون) أي: يطلبون اليقين، كما تقول العرب: منجد ومتهم، يعني: إذا أراد نجداً وتهامة.