التنبيه السادس: قالوا: المراد بالعين الحمئة البحر المحيط، وتسميته عيناً لكونه بالنسبة لعظم قدرته تعالى كعين، وإن عظم عندنا، قالوا: رأى الشمس في ناظره تغرب في البحر، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحل البحر يراها كأنها تغرب فيه وهي لا تفارق فلكها، يعني: لا تزال تدور في فلكها بعيداً عن الأرض.
وللإمام ابن حزم رحمه الله رأي آخر في الآية ذكره في كتاب الملل في بحث كروية الأرض قال: ذو القرنين كان في العين الحمئة الحامئة، كما تقول: رأيتك في البحر، تريد أنك إذا رأيته كنت أنت في البحر.
وبرهان هذا: أن مغرب الشمس لا يجهل مقدار عظيم مساحته إلا جاهل، ومقدار ما بين أول مغربها الشتوي إذا كانت من آخر رأس الجدي إلى آخر مغربها الصيفي إذا كانت لرأس السرطان، مرئي مشاهد.