يقول القاسمي: أكثر العلماء على أن موسى المذكور في الآية هو موسى بن عمران صاحب الآيات الشهيرة وصاحب التوراة، وذهب نوف البكالي -تابعي صدوق ابن امرأة كعب الأحبار أو ابن أخيه- إلى أنه ليس موسى بن عمران كما في البخاري.
ووقع في رواية أبو إسحاق، عن سعيد بن جبير عند النسائي قال:(كنت عند ابن عباس وعنده قوم من أهل الكتاب فقال بعضهم: يـ ابن عباس! إن نوفاً يزعم عن كعب الأحبار: أن موسى الذي طلب العلم إنما هو موسى بن منفى -أي: ابن إسرافيل بن يوسف عليه السلام- فقال ابن عباس: أسمعت ذلك منه يا سعيد؟ قال: نعم.
قال: كذب نوف)، كذب هنا: بمعنى أخطأ.
وفي رواية البخاري:(كذب عدو الله)، وإنما قال ذلك مبالغة في الإنكار والتنفير من مقالته، وقد ذكرنا القصة حينما سئل موسى عليه السلام: هل هناك أحد أعلم منك؟ فقال: لا، أو: هل في الأرض أحد أعلم منك؟ فقال: لا.
أو حدثته نفسه بهذه فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه.
وأراد تعريفه أن من عباده في الأرض من هو أعلم منه؛ لئلا يحكم على ما لا علم له به، وإذا صح أن موسى هو صاحب التوراة فيكون المراد بفتاه يوشع، وكان موسى اختصه برفقته لكونه صادقاً في خدمته.