للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل [٤ - فيمن جاء بآبق أو شارد ابتداء ثم طلب الأجر]]

من جاء بآبق أو شارد ابتداء ثم طلب الأجر: فإن كان ذلك شأنه وعادته ويعلم أنه يتكسب به فله أجرة مثله بقدر تعبه وسفره وتكلف طلبه (١)، خلافًا لأبي حنيفة والشافعي في قولهما أنه متطوع لا شيء له (٢)، لأن منافعه فيما لو أضاعه ربه لعُدَّ سفها منه يوجب له الأجر عليها أصله لو سقط من موضع عال أو وقع في بئر فأخرجه، فأثبت ذلك فله أجر مثله لأنه ليس هناك مسمى، فإن أبى صاحب العبد أن يدفع إليه خلا بينه وبين العبد لأن امتناعه من ذلك رضا بإسلام (٣) العبد، وإن علم أن ذلك ليس من شأنه وعادته أنه يرتفع عن مثله وإنما فعله على وجه الحسبة واكتساب المودة فليس له أجرة إن طلبها لأن دعواه لذلك ينافي ظاهر حاله، فكأنه ندم فاستدرك ندمه فلا يستحق شيئًا.

[فصل [٥ - مشارطة المعلم على تعليم الصبي القرآن، ومشارطة الطبيب على برء العليل]]

تجوز مشارطة المعلم على تعليم الصبي القرآن على الحذاق، ومشارطة الطبيب على برؤ العليل (٤) لأن الضرورة تدعو إلى ذلك فجُوِّز لأجلها إذا كان مقامه في التعليم غير معلوم وبرء العليل غير معروف المدة.

[فصل [٦ - الجعالة على حفر الآبار]]

يجوز (٥) الجعل على استخراج المياه في الآبار والعين على صفة معلومة


(١) انظر: التفريع: ٢/ ١٩٠.
(٢) انظر: المبسوط: ١١/ ١٧، المهذب: ١/ ٤١٨.
(٣) في (م): بتسليم.
(٤) انظر: التفريع: ٢/ ١٨٦، الرسالة ص ٢١٩، الكافي ص ٣٧٤.
(٥) يجوز سقطت من (ق).

<<  <  ج: ص:  >  >>