للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (١)

كتاب الغصب والتعدي (٢)

مسألة [١ - فيمن أتلف على غيره شيئًا]:

إذا أتلف على غيره شيئًا ظلمًا لزمه بدل ما أتلف (٣) لقوله تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ} (٤)، وقوله: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} (٥)، وقوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} (٦)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "طعام كطعام وصحفة كصحفة" (٧)، ولأنه أتلف ملك غيره من غير استحقاق عليه فلزمه بدل ما أتلف لأنّ الأبدال في المتلفات كالقصاص في النفوس، وقال تعالى (٨): {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} (٩) معناه أن القاتل


(١) ما بين قوسين سقط من م.
(٢) الغصب: في اللغة هو أخذ الشيء ظلمًا (الصحاح: ١/ ١٩٤) وهو في الاصطلاح: أخذ مال غير منفعة ظلما قهرًا لا لخوف قتال (حدود ابن عرفه ص ٣٥٠)، أما التعدي: فهو التصرف في الشيء بغير إذن ربه قصد تملكه (حدود ابن عرفة ص ٣٥١).
(٣) انظر: المدونة ٤/ ١٧٦، التفريع: ٢/ ٢٧٤، الرسالة ص ٢٣٢، الكافي ص ٤٢٨.
(٤) سورة الشورى، الآية: ٤٢.
(٥) سورة الشورى، الآية: ٤٠.
(٦) سورة البقرة، الآية ١٩٤.

(٧) القصة في البخاري في المظالم باب إذا كسر قصعة .... ٣/ ١٠٨ ولفظ الحديث في الترمذي في الأحكام باب ما جاء فيمن يكسر له الشيء: ٣/ ن ٦٣١، وقال حسن صحيح.
(٨) في م: وقد قال الله تعالى.
(٩) سورة البقرة، الآية: ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>