للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلطة لا تتصور في غير الماشية، فلم يلحق غيرها بها، ولأن الخلطة يرتفق بها الملاك مع بقاء الأعيان على الانفراد والتمييز، وذلك غير ممكن في العين والزرع.

[فصل [٢٣ - الزكاة في الخيل]]

لا زكاة في الخيل (١) خلافًا لأبي حنيفة في إيجابه الزكاة في إناثها (٢) لقوله: "عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق" (٣)، وقوله: "ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة" (٤)، وقوله: "ليس في الجبهة ولا في الكسعة ولا النخت صدقة" (٥)، قال أهل اللغة: الجبهة الخيل (٦)، والكسعة الحمير (٧)، والنخت الرقيق ولأنه حيوان يقتنى للزينة والركوب كالحمير والبغال، ولأنه حيوان لا يجزي في الضحايا والهدايا كالدجاج والفراخ والوحش، ولأنه حيوان يسهم له كالذكور، ولأنه جنس لا زكاة في ذكوره، فلم يجب في إناثه كالرقيق والبغال عكسه الإبل والبقر (٨).


(١) انظر: التفريع: ١/ ٢٨٩، المقدمات: ١/ ٣٢٣.
(٢) انظر: مختصر الطحاوي ص ٤٦، ويقول الأحناف: أن الزكاة تجب في الخيل السائمة إذا كانت ذكورًا وإناثًا متخذة للنسل.
(٣) أخرجه البيهقي: ٤/ ١٨، عن بقية: حدثه أبو معاذ عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وأبو معاذ متروك الحديث لا يحتج به (نصب الراية: ٢/ ٣٥٧) وعند ابن ماجه في الزكاة، باب: صدقة الخيل والرقيق: ١/ ٥٧٩ بلفظ: "تجوزت لكم عن صدقة .... ".
(٤) أخرجه البخاري في الزكاة، باب: ليس على المسلم في فرسه صدقة: ٢/ ١٢٧، ومسلم في الزكاة، باب: لا زكاة على المسلم في عبده وفرسه: ٢/ ٦٧٥.
(٥) هو نفسه حديث البيهقي السابق.
(٦) انظر: معجم مقاييس اللغة: ١/ ٥٠٣.
(٧) الصحاح: ٣/ ١٢٧٦.
(٨) هنا قياس عكس: فلما وجبت الزكاة في إناث الإبل والبقر وجبت في ذكورها، فكذلك الخيل لما لم تجب الزكاة في ذكورهم لم تجب في إناثها.

<<  <  ج: ص:  >  >>