للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقروءة فيها، وقد نبه الله تعالى على ما ذكره من تقسيم القراءة وصفتها بقوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (١)، وقوله تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (٢)، وقوله تعالى: {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} (٣) وقوله تعالى {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} (٤)، ولأن الألحان إذا كرهت في الشعر كانت في القرآن أولى.

[فصل [٦٦ - النهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو]]

لا يسافر بالقرآن إلى أرض العدو (٥) ومخافة أن ينالوه (٦)، وللنهي الوارد في ذلك (٧) استخفافًا بحرمته وضد ما أمر به من تعظيمه وإكرامه، ويجوز أن يكتب إليهم بالآية والآيتين إذا كان الغرض بذلك الدعاء إلى الإسلام لما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - كتب إليهم بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ (٨)} (٩).


(١) سورة الأنفال، الآية: ٢.
(٢) سورة محمَّد، الآية: ٢٩.
(٣) سورة ص، الآية: ٢٩.
(٤) سورة المائدة الآية: ٨٣.
(٥) انظر الموطأ: ٢/ ٤٤٦، التفريع: ٢/ ٣٥٦.
(٦) قاله مالك في موطئه: ٢/ ٤٤٦.
(٧) أخرجه البخاري في الجهاد والسير باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو: ٤/ ١٥ ومسلم في الإمارة باب النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار: ٣/ ١٤٩٠.
(٨) سورة آل عمران، الآية: ٦٤.
(٩) أخرجه البخاري في باب كيف كان بدعي الوصي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ١/ ٢، ومسلم في الجهاد باب كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل: ٢/ ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>