كتاب المعونة على مذهب عالم المدينة

باب: صلاة الاستسقاء - فصل [١ - دليل سنية الاستسقاء] - ج: 1 - ص: 334

ولا يمنع المتجالات من النساء (١) الخروج وليس على الناس صيام قبل الاستسقاء ولا يمنع من أراد ذلك.

[فصل [١ - دليل سنية الاستسقاء]]

وإنما قلنا صلاة الاستسقاء سُنَّة، خلافًا لما يحكى عن أبي حنيفة أنها بدعة (٢) لما روي معمر (٣) عن الزهرى (٤) عن عباد بن تميم (٥) عن عمِّه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج بالناس يستسقي فصلى بهم ركعتين جهر بالقراءة فيها وحول رداءة فدعى واستسسقى واستقبل القِبْلة" (٦)، ورواه ابن عباس (٧)، وأبو هريرة (٨)، وأنس (٩)،

---

(١) وهن اللائي لا إرب للرجال فيهن.
(٢) انظر: مختصر الطحاوي ص ٣٩، مختصر القدوري: ١/ ١٢٠.
(٣) معمر: بن راشد الأزدي مولاهم، أبو عروة البصري نزيل اليمن ثقة، ثبت فاضل من كبار السابعة (ت ١٥٤ هـ) (تقريب التهذيب ص ٥٤١).
(٤) الزهري: هو محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري: الفقيه، الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس الطبقة الرابعة (ت ١٢٥ هـ) (تقريب التهذيب ص ٥٠٦، تذكرة الحُفَّاظ: ١/ ١٨٠).
(٥) عباد بن تميم: بن غزية الأنصاري المازني المدني، ثقة من الثالثة، وقد قيل: إن له رؤية (تقريب التهذيب ص ٢٨٩).
(٦) أخرجه البخاري في الاستسقاء، باب: الجهر بالقراءة في الاستسقاء: ٢/ ٢٠.
(٧) أخرجه أبو داود في الصلاة، باب: الاستسقاء: ١/ ٦٨٩، والنسائي في الاستسقاء، باب: الحال التي يستحب للإمام أن يكون عليها: ٣/ ١٢٦، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الاستسقاء: ١/ ٤٠٣، والترمذي في الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الاستسقاء: ٢/ ٤٤٥، وقال: حديث حسن صحيح.
(٨) أخرجه ابن ماجه في إقامة الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الاستسقاء: ١/ ٤٠٣، وأحمد: ٢/ ٣٢٦٦، وسنده ضعيف لضعف النعمان بن راشد.
(٩) أخرجه البخاري في الاستسقاء، باب: الاستسقاء على المنبر: ٢/ ١٧ - ١٨، ومسلم في الاستسقاء، باب: الدعاء في الاستسقاء: ٢/ ٦١٢.