للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إكراه، لأن الظاهر إجابته إلى الإسلام وتدينه به، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "صلوا على من قال لا إله إلا الله" (١)، فعم ولم يفرق.

[فصل [١٢ - فيمن يصلي على الميت]]

والإمام أولى بالصلاة على الميت من عصبته (٢)، لأن طريقها الولاية وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤم الرجل في سلطانه ولا بيته إلا بإذنه" (٣)، ولأن الحسين (٤) رضوان الله عليه قدم سعيد بن العاص (٥)، وكان الأمير فصلى على الحسن (٦) رضي الله عنه وقال: أنت الأمير ولولا السنة ما قدمتك (٧)، ولأنها صلاة تفعل في الاجتماع فكانت إلى الأئمة كالجمعة والعيدين، ولسان السلطان لما كان مقدمًا على صاحب الدار كان مقدمًا على الولي.

وإذا كان بموضع لا سلطان فيه فالحق للأولياء، فأولاهم بذلك أقواهم تعصيبًا وأحقهم الابن ثم ابن الابن ثم الأب ثم ولده، وهم الأخوة ثم ولد ولده وهم بنو الإخوة، ثم الجد ثم ولده وهم العمومة، ثم ولدهم وهم بنو العمومة، فإنما قدمنا الإخوة وبنيهم على الجد، لأن الولاية يطلب فيها محض التعصيب وتعصيب الإخوة أمحض تعصيب، لا يشوبه ولادة ولا يأخذون بالفرض بحال.


(١) سبق تخريج الحديث قريبًا.
(٢) انظر: المدونة: ١/ ١٦٩، التفريع: ١/ ٣٦٩، الكافي ص ٨٣.
(٣) أخرجه مسلم في المساجد، باب: من أحق بالإمامة: ١/ ٤٦٥.
(٤) الحسين: بن عليّ بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله المدني، سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استشهد يوم عاشوراء سنة ٦١ هـ (تقريب التهذيب: ١٦٧).
(٥) سعيد بن العاص: بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي، قتل أبوه ببدر وكان لسعيد عند موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع سنين ولي إمرة الكوفة وإمرة المدينة المنورة لمعاوية (ت ٥٨ هـ) (تقريب التهذيب: ٢٣٧).
(٦) الحسن بن عليّ بن أبي طالب، سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صحبه وحفظ عنه"، مات شهيدًا بالسم سنة ٤٩ هـ، (تقريب التهذيب: ١٦٢).
(٧) البيهقي: ٤/ ٢٨ - ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>