للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل [١٦ - الجمع بين نوافل أو فوائت كثيرة بتيمم واحد]]

ويجوز أن يجمع بين نوافل كثيرة (بتيمم واحد) (١) في فور واحد ما لم يقطعه أو يطل به (٢)؛ لأنه غير مختص بوقت، ولأن جنسه يجري مجرى الصلاة الواحدة، فإذا خرج عن فوره أو طال استأنف له تيممًا، لأن ذلك يجري مجرى الفراغ من المكتوبة، فيحتاج إلى تيمم لاستئناف أخرى، فأما الجمع بين الفوائت ففيه خلاف بين أصحابنا (٣): فمن أجازه جعلها جنسًا كالنفل، ومن منعه اعتبره بالفرائض الحاضرة.

[فصل [١٧ - ما يتيمم عليه]]

الصعيد الذي يتيمم به: هو الأرض وجميع أنواعها من تراب وجص (٤) ورمل وحجارة وصخر وغير ذلك (٥)، (خلافًا للشافعي (٦) في قوله: هو التراب لا غير ذلك) (٧)، والدليل عليه قوله تعالى: {فتيمموا صعيدًا طيبًا} (٨)، قال أهل اللغة: الصعيد وجه الأرض كان عليها تراب أو لم يكن (٩)، قال الزجاج: لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك (١٠)، وقوله صلى الله عليه وسلم:


(١) ما بين القوسين سقط من (م).
(٢) انظر التفريع: ١/ ٢٠٣، الكافي ص ٣٠.
(٣) انظر: المدونة: ١/ ٥٢، الرسالة ص ١٠٢.
(٤) الجص: ما يبنى به وهو معرب (الصحاح: ٣/ ١٠٣٢).
(٥) انظر: المدونة: ١/ ٥٠، الرسالة ص ١٠٢، التفريع: ١/ ٢٠٢.
(٦) انظر: الأم: ١/ ٥٠، المهذب: ١/ ٣٢.
(٧) ما بين قوسين سقط من (ق).
(٨) سورة المائدة، الآية: ٦.
(٩) معجم مقاييس اللغة: ٣/ ٢٨٧، الصحاح: ٢/ ٤٩٨.
(١٠) معجم مقاييس اللغة: ٣/ ٢٨٧. والزجاج: هو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن السرى الزجاج البغدادي: نحوي زمانه، لزم المبرد، صنف كتاب "معاني القرآن" (ت ٣١١ هـ). (شذرات الذهب: ٢/ ٢٥٩، سير أعلام النبلاء: ١٤/ ٣٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>