للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب: [في الدخول إلى مكة]]

يستحب للداخل إلى مكة محرمًا أن يدخل من كداء (١) الثنية التي بأعلى مكة، وأن يخرج منها (٢) لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك فعل في دخوله وخروجه (٣).

[مسألة [١ - البداية بالمسجد واستلام الحجر لداخل مكة]]

إذا دخل مكة بدأ بالمسجد فيستلم الحجر بفيه إن قدر، فإن لم يقدر وضع يده عليه ثم وضعها على فيه من غير تقبيل (٤)، وإنما قلنا ذلك لما روي: "أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة لم يلو ولم يعرج دون المسجد" (٥).

وإنما استحببنا البداية بالشروع في الطواف على كل شيء لأنه تحية للبيت كما أن الركوع قبل الجلوس تحية لسائر المساجد (٦)، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يفعل (٧)، وإنما قلنا: يبدأ باستلام الحجر لما روى جابر وابن عمر: "أنه صلى


(١) كداء -بالفتح والمد-: بأعلى مكة عند المحصب دار النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكدي -بضم الكاف وتنوين الدال-: بأسفل مكة عند ذي طوى، وكدي -مصغرًا فإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن (معجم البلدان: ٤/ ٤٣٩).
(٢) انظر: التفريع: ١/ ٣٣٧، الرسالة ص ١٧٥، المقدمات: ١/ ٣٩١ - ٣٩٣، أما خروجه فلقد كان من الثنيا السفلى كما في الصحيحين.
(٣) أخرجه البخاري في الحج، باب: من أين يخرج من مكة: ٢/ ١٥٤، ومسلم في الحج، باب: استحباب دخول مكة من الثنيا العليا: ٢/ ٩١٨.
(٤) انظر: التفريع: ١/ ٣٣٧، الرسالة ص ١٧٥.
(٥) أخرجه البخاري في الصلاة، باب: الأبواب والفلق: ١/ ١٢٠.
(٦) في (م): تحية المسجد.
(٧) فقد قالت عائشة رضي الله عنها: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أول شيء بدأ به حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت"، أخرجه البخاري في الحج، باب: من طاف بالبيت إذا قدم =

<<  <  ج: ص:  >  >>