للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مسألة [١ - جواز الرهن في الحضر والسفر]]

الرهن جائز في الحضر والسفر (١) خلافًا لمن قصره على السفر (٢)، لما روي أنه صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي على شعير أخذه لأهله (٣)، وهذا رهن في الحضر واعتبارًا بالسفر لأن الحاجة تدعو إليه في الموضعين، ولأن كل وثيقة جاز أن يستوثق بها في السفر جاز أن يستوثق بها في الحضر كالضمين (٤).

[مسألة [٢ - الدين الذي يجوز أخذ الرهن به]]

كل دين لازم أمكن استيفاؤه من ثمن الرهن فإن أخذ الرهن به جائز خلافًا لمن حكي عنه أنه لا يجوز إلا في السلم (٥)، لقوله تعالى: {وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبًا فرهان مقبوضة} (٦)، وروي أنه صلى الله عليه وسلم رهن درعه عند يهودي على شعير اقترضه (٧)، ولأنه دين لازم تمكن أخذه ثمن الرهن كالسلم.

[فصل [٣ - وجوب بيان ما يصح أخذ الرهن عليه]]

إذا ثبت فيجب بيان ما يصح أخذ الرهن عليه من ذلك الأثمان في البياعات إلا الصرف والسلم المتعلق بالذمة، فإن الصرف من شرطه التقابض عقيب العقد ورأس المال في السلم لا يجوز أن يكون دينًا لأنه يكون دينا بدين، فأما


(١) في الرهن انظر: الموطأ: ٢/ ٧٢٨ - ٧٢٣، المدونة: ٤/ ١٥١ وما بعدها، التفريع: ٢/ ٢٥٨ - ٢٦٧، الرسالة ص ٢٣١، الكافي ص ٤١٠ - ٤١٢.
(٢) قال مجاهد: ليس الرهن إلا في السفر (المغني: ٤/ ٣٦٢).
(٣) أخرجه البخاري في الرهن، باب: الرهن عند اليهود وغيرهم: ٣/ ١١٦، ومسلم في المساقاة، باب: الرهن في الحضر والسفر: ٣/ ١٢٢٦.
(٤) في (ق): كالتضمين.
(٥) قاله زفر.
(٦) سورة البقرة، الآية: ٢٨٣.
(٧) سبق تخريج الحديث قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>