للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو تجارة أو غير ذلك فإنها تغرم (١) نصفه عينًا؛ لأنها انفردت بمنفعته دونه لأنه لم يدخل على ذلك، فكان كما لو قضت (٢) به دينًا.

[فصل [١٠ - في صداق المثل]]

صداق المثل: يراعى فيه حالها في جمالها ويسارها وأبوتها وأقرانها ممن يشبهها من عشيرتها وجيرانها كان من عصبتها أو من غير عصبتها (٣) خلافًا للشافعي في مراعاته العصبة (٤)؛ لأن صداق المثل يختلف ويقل ويكثر باختلاف ما ذكرناه في النساء من الجمال والمال والشرف، يدل عليه أن الإنسان يرغب في جمال المرأة فيبذل من الصداق أكثر مما يبذله للتي هي دونها في الجمال، وكذلك في (٥) التي لها مال لارتفاقه بمالها وانتفاعه به، فيبذل لها أكثر مما يبذل للفقيرة، فإذا ثبت ذلك وجب أن يكون هذا هو المعتبر دون نساء العصبات، فإن لم يسلموا دللنا عليه (٦) بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "تنكح المرأة لدينها وجمالها ومالها فعليك بذات الدين تربت يداك" (٧)، فأخبر أن الغرض الذي يقصد من المرأة وعليه يبذل الصداق هو هذه الأشياء، فدل على أن الاعتبار بها دون غيرها، ولأن نساء العصبة قد تختلف أحوالهن وحالها فيختلف الصداق باختلاف ذلك بحسب قلة الرغبة وكثرتها، فكان الاعتبار به دون ما لا يؤثر فيه.

[فصل [١١ - إذا رضيت المرأة بأقل من صداق المثل]]

إذا رضيت المرأة بأقل من صداق مثلها وهي ثيب لا حجر عليها جاز، ولم


(١) في (م): تصرف.
(٢) في (م): قبضت.
(٣) انظر: المدونة: ٢/ ١٨١ - ١٨٢، المقدمات: ١/ ٤٧٦، الكافي ص ٢٥٠.
(٤) انظر: الأم: ٥/ ٧١ - ٧٢، مختصر المزني ص ١٨٢.
(٥) في: سقطت من (ق).
(٦) في (ق): فإن لم يسلموه دليلنا.
(٧) سبق تخريج الحديث في الصفحة (٧٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>