للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمن حمده من غير أن يقول: اللهم ربنا ولك الحمد لأن المأموم يقتصر على أن يقول: اللهم ربنا ولك الحمد ولا يقول: سمع الله لمن حمده، لقوله: "إذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد" (١)، ولم يقل: فقولوا سمع الله لمن حمده، ولأنه ميَّز بين ما يقوله الإِمام، وما يقوله المأموم، وجعل سمع الله لمن حمده في حيز ما يقوله الإِمام، وجعل اللهم ربنا ولك الحمد في حيز ما يقول المأموم، فدل على اختصاص كل واحد منهما بما أضيف إليه، ولأن قول الإمام سمع الله لمن حمده دعاء، وقول المأموم ربنا ولك الحمد تأمين وقد بيَّنا أن من سبيل الدعاء أن يدعوا واحد ويؤمن غيره.

[فصل [١٩ - حكم التسبيح في الركوع والسجود، وتمكين الجبهة والأنف في السجود]]

والتسبيح (٢) في الركوع والسجود غير واجب (٣)، خلافًا لأحمد (٤)، وداود (٥)، لقوله: "ثم اركع حتى تطمئن راكعًا ثم ارفع" (٦)، ولم يقل فسبح، وقال: "ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم اجلس" (٧)، ولم يأمر بتسبيح، وفي آخر الخبر: "فإذا فعلت هذا فقد تمت صلاتك" (٨) وهو في موضع تعليم، ولأنه نوع من التسبيح فأشبه الدعاء في ما زاد على الثلاثة، [ولأنه ركن في الصلاة فلم يجب فيه تسبيح كالقيام] (٩)، ويمكِّن جبهته وأنفه


(١) سبق تخريج الحديث في الصفحة (٢١٦).
(٢) التسبيح في الركوع: أن يقول: "سبحان ربي العظيم وبحمده"، وأما في السجود فأن يقول: "سبحان ربي الأعلى وبحمده".
(٣) انظر: التفريع: ١/ ٢٤٤، الرسالة ص ١١٧ - ١٨، الكافي ص ٤٣.
(٤) انظر: مسائل الإمام أحمد ص ٧٤، مختصر الخرقي ص ٢٦، ٢٩.
(٥) انظر: المجموع: ٣/ ٣٨٦.
(٦): (٨) هذا جزء من حديث المسيء صلاته، سبق تخريجه في الصفحة (٢١٥).
(٩) ما بين معقوفتين مطموسة في جميع النسخ، فأكمل النقص من الإشراف: ١/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>