للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المغرب روايتان: إحداهما، أنه يشير إليهم بعد فراغه من تشهد الركعة الثانية، والأُخرى أنه يقوم إلى الركعة الثالثة فينتظر الفرقة الأخرى (١).

[فصل [٢ - ترجيح هذه الصفة من صلاة الخوف]]

وإنما قلنا: إن صلاة الخوف على هذه الصفة خلافًا لأبي حنيفة (٢) في قوله: أن الإِمام يصلي بالطائفة الأولى ركعة بسجدتيها ثم تنصرف فتقف بإزاء العدو، ثم تأتي الأخرى فيصلي بهم الركعة الثانية ويتشهد ويسلم، ثم تنصرف هذه الطائفة وتقف بإزاء العدو وتعود الطائفة الأُولى فيقضون لأنفسهم ركعة وسجدتين وحدانًا وتتشهد وتسلم ثم تنصرف وتقف بإزاء العدو، وتأتي الأخرى فتقضي كذلك، لأنا روينا صلاة الخوف من طريق صالح بن خوات (٣)، عن سهل بن أبي حثمة (٤) على الصفة التي ذكرناها (٥)، وهم صاروا إلى أخبار رووها، فالكلام بيننا في ترجيح الأخبار، فوجدنا أخبارنا أولى بالمصير إليها لأمور منها: أنها أكثر عددًا لأنها مروية عن ثلاثة من الصحابة (٦)، وسائر ما رووه مروي عن


(١) في جملة أحكام صلاة الخوف انظر: المدونة: ١/ ١٤٩ - ١٥٠، التفريع: ١/ ٢٣٧ - ٢٣٨، الرسالة ص ١٤٣.
(٢) انظر: مختصر الطحاوي ص ٣٨، مختصر القدوري: ١/ ١٢٣ - ١٢٤.
(٣) صالح بن خوات: هو صالح بن خوات بن جبير النعمان الأنصاري المدني، روي عن أبيه وخاله وسهل بن أبي حثمة، روي عنه ابنه خوات ويزيد بن رمان والقاسم بن محمَّد، عدله النسائي ووثقه ابن حبان (التهذيب: ٤/ ٣٨٧).
(٤) سهل بن أبي حثمة: بن ساعدة بن عامر الأنصاري الخزرجي المدني، صحابي صغير، ولد سنة ثلاث من الهجرة، وله أحاديث، مات في خلافة معاوية (تقريب التهذيب: ٢٥٧).
(٥) أخرج الحديث البخاري في المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع: ٥/ ٥٢ - ٥٣، ومسلم في صلاة المسافرين، باب: صلاة الخوف: ١/ ٥٧٥، ومالك: ١/ ١٨٣، وهذا حديث صالح بن خوات المسند، أما حديث سهل الموقوف في الموطأ: ١/ ١٨٣، فقد روي مسندًا في البخاري ومسلم في نفس الصفحات المذكورة سابقًا.
(٦) الصحابة هم: خوات وسهل بن أبي حثمة وعبد الله بن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>