للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأذينهم اليوم (١)، ورواه عمار بن سعد القرظي (٢) عن أبيه: أن هذا الأذان أذان بلال الذي أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به (٣)، قال موسى بن هارون (٤): وأذان بلال وسعد القرظي واحد، وهو أذان أهل المدينة، ولأن ذلك إجماع أهل المدينة ونقل خلفهم عن سلفهم (٥)، فلا يعارض بأحاديث الآحاد (٦)، ولأنه أحد طرفي الأذان فكان مساويًا للإقامة فيه، أصله لا إله إلا الله، ولأنه نداء بالصلاة كالإقامة.

[فصل [٤ - الترجيع في الأذان]]

وأما الترجيع فمن سُنَّته (٧)، خلافًا لأبي حنيفة (٨)، لحديث أبي محذورة رضي الله عنه الذي رويناه وفيه: "ثم ترجع فترفع صوتك" فيقول: أشهد أن


(١) نقل قول عطاء هذا ابن جريج (المدونة: ١/ ٦٢).
(٢) عمار بن سعد القرظي: بن عابد المؤذن المعروف أبوه سعد القرظ، ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن منده في الصحابة، وقال: له رؤية وأنكر ذلك أبو نعيم (التهذيب: ٧/ ٤١).
(٣) حديث بلال أخرجه البخاري في الأذان، باب: الإقامة: ١/ ٨٩، ومسلم في الصلاة، باب: الأمر بشفع الإقامة: ١/ ٢٨٦، وحديث بلال يخالف ما ذهب إليه المصنف، فإن بلالًا كان يؤذن بالتكبير أربعًا فيكون الحديث حُجَّة على المؤلف وليس له ..
(٤) موسى بن هارون: هو الإمام الحافظ، محدث العراق: أبو عمران البزار، سمع من أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وابن أبي شيبة، وعنه أبو سهل بن زياد، وأبو القاسم الطبراني، صنف الكتب واشتهر اسمه (ت ٢٩٤ هـ) (تاريخ بغداد: ١٣/ ٥، السير: ١٢/ ١١١٦).
(٥) حكي إجماع أهل المدينة في الموطأ: ١/ ٧١، الاستذكار: ٢/ ١٠٢، المنتقى: ١/ ١٣٤، البيان والتحصيل: ١/ ٤٣٥.
(٦) الخبر الواحد أو أحاديث الآحاد: هو خبر العدل الواحد -أو العدول- المفيد للظن، وعرف أيضًا: هو خبر لم ينته إلى التواتر (شرح تنقيح الفصول ص ٣٥٦، مختصر ابن الحاجب: ٢/ ٥٥).
(٧) انظر: المدونة: ١/ ٦٢، التفريع: ١/ ٢٢٢، الرسالة ص ١١٢.
(٨) انظر: تحفة الفقهاء: ٢/ ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>