للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفعل بعد العبادة لا تفسد بتركه، والذي قبل السلام هو في نفس العبادة قبل التحلل منها فجاز أن يبطل بتركه، ولأن سجود الزيادة شكر لله وترغيم للشيطان على تمام الصلاة فهو يتضمن صحتها وانتفاء الفساد عنها، وسجود النقصان جبران للنقص الواقع فيها، فجاز أن يفسد بتركه.

[فصل [٩ - حكم إعادة الصلاة عمن ترك جميع السجود]]

وقد اختلف عنه هل تعاد الصلاة عمن ترك جميع السجود للنقصان أو بعضه، فعنه في ذلك روايتان (١): إحداهما أن ذلك حكم جميع السهو (٢)، والآخر أنها تعاد من ترك السجود لنقص الأفعال دون الأقوال، فوجه الأولى هو أنه جبران للنقص الواقع في الصلاة فأشبه [النقص] (٣) عن الأفعال، ووجه الثانية هو أن حكم الأفعال آكد من حكم الأقوال بدلالة أن الإمام يحمل على المأموم من أركان الأقوال وهو القراءة، ولا يحمل عنه شيئًا من أركان الأفعال.

[فصل [١٠ - أنواع المتروك من الصلاة وما يسجد له منها]]

المتروك من الصلاة أربعة أنواع: فرض، وسُنَّة، وفضيلة، وهيئة: فالمفروض لا يجزيه سجود السهود ولا يجزى مَن تركه إلا الإتيان به، وذلك كتكبيرة الإحرام والقراءة بأُم القرآن والركوع والسجود وغيرها من فرائض الصلاة، والهيئات كرفع اليدين وصفة الجلوس وما أشبهه، وكذلك الفضائل الداخلة على الصلاة، وليست من أصل بنيتها كالقنوت وسجود التلاوة، لا يسجد للسهو منها، والمسنون مثل سورة مع أُم القرآن في الركعتين الأوليين والإسرار والجهر في مواضعها والتكبيرات غير الافتتاح وما أشبه ذلك [من السنن] (٤) هو الذي يسجد له (٥).


(١) انظر: المدونة: ١/ ١٢٩، التفريع: ١/ ٢٥٠، الكافي ص ٥٩.
(٢) أي حكم من ترك أي نوع من السهو في إعادته الصلاة.
(٣) ما بين معقوفتين مطموسة في جميع النسخ.
(٤) ما بين معقوفتين مطموسة، وأكمل النقص من السياق.
(٥) راجع في هذه الجملة عن الأحكام: المدونة: ١/ ١٢٨ - ١٣٤، والتفريع: ١/ ٢٤٣ - ٢٤٤، الرسالة ص ١٢٩ - ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>