للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل [٢ - عدم إعادة صلاة المغرب جماعة لمن صلاها منفردًا]:

ولا يعيد المغرب وحدها (١)، خلافًا للمغيرة (٢)، والشافعي (٣)، لأنها وتر فلا تعاد، ولأنه يكون متنفلًا بثلاث ركعات وذلك خارج عن جنس أعداد النفل.

[فصل [٣ - من صلى جماعة لم يعد في جماعة أخرى]]

ومن صلى في جماعة لم يعد في أكثر منها (٤)، خلافًا للشافعي (٥)، لأنه لا فضل لجماعة على جماعة، وتُكره إعادة الجماعة في المساجد التي لها أئمة مرتبون (٦)، لما روي أبو هلال (٧) عن الحسن (٨) قال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخلوا المسجد قد صُلِّيَ فيه صلوا أفرادًا (٩)، ولأن ذلك يؤدي إلى تشتيت الكلمة، ووقوع العداوة، ولأن فيه تطرقًا لأهل البدع إلى مخالفة الأئمة وانفرادهم بالصلاة، ويجوز ذلك في مساجد الصحاري والمواضع التي ليست لها أئمة راتبة للأمن مما ذكرنا.


(١) انظر: المدونة: ١/ ٨٧، التفريع: ١/ ١٦٣، الرسالة ص ١٢٧.
(٢) انظر الكافي ص ٥١.
(٣) انظر روضة الطالبين: ١/ ٣٤٣، المجموع: ٤/ ١٢٢.
(٤) انظر: المدونة: ١/ ٨٩، التفريع: ١/ ٢٦٣، الرسالة ص ١٢٧.
(٥) انظر: روضة الطالبين: ١/ ٣٤٤.
(٦) انظر: المدونة: ١/ ٨٩، التفريع: ١/ ٢٦٢، الرسالة ص ١٢٨.
(٧) أبو هلال: محمَّد بن سليم أبو هلال الراسبي البصري، قيل: كان مكفوفًا وهو صدوق فيه لين من السادسة، مات في آخر سنة سبع وستين بعد المائة، وقيل قبل ذلك (تقريب التهذيب ص ٤٨١).
(٨) الحسن البصري: ابن أبي الحسن السيار أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري، ثقة، فقيه، فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرًا ويدلس، وهو أهل الطبقة الثالثة، رأى عثمان وطلحة (ت ١١٠ هـ) (تقريب التهذيب ص ١٦٠، شذرات الذهب: ١/ ١٣٦).
(٩) أخرجه الشافعي في الأم: ١/ ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>