للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والظاهر وارد على سبيل الرحمة والتعطف، ومن متأخري أصحابنا من يقول: إن الفقير والمسكين اسمان لمعنى واحد (١)، ووجه ذلك أنهم (٢) في ظاهر الاستعمال هكذا؛ لأن الناس لا يفرقون بين القول فقير ومسكين وما قلناه أولى وأصح، لأن الأصل في اختلاف الأسماء أنه لاختلاف المعاني.

[فصل [٣ - العاملون عليها]]

العاملون عليها جباتها وسعاتها يدفع إليهم الإمام من الصدقة أجرة معلومة بقدر عملهم.

[فصل [٤ - المؤلفة قلوبهم]]

المؤلفة قلوبهم كان في صدر الإسلام قوم ممن يظهر الإسلام يُدفع إليهم شيء من الصدقة لينكف غيرهم بانكفافهم، وقال قوم من أصحابنا: قوم مسلمون يرى أن يستألفهم ليقوى الإسلام في قلوبهم ويبالغوا في النصيحة للمسلمين (٢) والأول أقوى وأوضح، وقد سقطت الحاجة إليهم بحمد الله في هذا الوقت، فإن دعت الحاجة إليهم في بعض الأوقات جاز أن يرد سهمهم (٣).

[فصل [٥ - الرقاب]]

وقوله عَزَّ وجَلَّ: {وفي الرقاب} (٤) في فك الرقاب (٥)، وهو أن يشتري الإمام رقابًا من أموال الصدقات فيعتقهم عن المسلمين ويكون الولاء للمسلمين (٦) خلافًا لقول من زعم أنهم المكاتبون (٧)؛ لأن قوله: {وفي الرقاب} (٨)


(١) انظر: التفريع: ١/ ٢٩٧، الكافي ص ١١٤.
(٢) انظر: التاج والإكليل - للمواق: ٢/ ٣٥٠.
(٣) انظر: المدونة: ١/ ٢٥٤، التفريع: ١/ ٢٩٨، الكافي ص ١٥.
(٤) سورة التوبة، الآية: ٦٠.
(٥) الرقاب: العبيد.
(٦) انظر: المدونة: ١/ ٢٥٧، التفريع: ١/ ٢٩٨، الكافي ص ١١٤.
(٧) وهو قول أصحاب أبي حنيفة (انظر الطحاوي ص ٥٢)، وأصحاب الشافعي (انظر الإقناع ص ٧١).
(٨) سورة التوبة، الآية: ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>