للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب: [المحرمات من النساء]]

كل امرأة يجوز في الجملة (١) العقد عليها إلا من كان فيها معنى يوجب تحريمها، والتحريم على ضربين: تحريم متأبد وتحريم غير متأبد (٢)، فالتحريم الذي ليس بمتأبد يرجع إلى أمرين: أحدهما إلى صفة في المرأة يزول التحريم بزوالها، والأخرى إلى صفة في العقد، فأما الراجع إلى صفة في المرأة فمثل نكاح المعتدّة والمستبرأة، ومن عقد عليها للغير والمحرمة والأَمة للحر الذي يجد (٣) الطول ولا يخشى العنت (٤) دون العبد، والأَمة الكتابية للمسلم حرًّا كان أو عبدًا، والمرتدة والكافرة غير الكتابية من المجوس والوثنيات ونكاح الرجل أَمة نفسه أو ابنه أو عبده، وما في معناه تزويج المرأة بعبدها أو عبد ابنها، وأما تزويج الرجل أمة أبيه فجائز، وكذلك وطء حرائر الكتابيات بالعقد وأمائهن بالملك، فكل هذا إذا زالت صفة منعه جاز العقد ونحن نبينه.

[فصل [١ - العقد على المعتدة]]

أما المعتدة فلا يجوز العقد عليها إجماعًا: والأصل فيه قوله تعالى: {وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} (٥)، وسواء كانت عدتها من طلاق أو وفاة.


(١) في الجملة: سقطت من (ق).
(٢) في جملة أحكام المحرمات من النكاح انظر: المدونة: ٢/ ١٩٧ - ٢٠٥، التفريع: ٢/ ٤٤، الرسالة ص ١٩٨ - ١٩٩، الكافي ص ٢٣٩ - ٢٤١.
(٣) في (م): الواجد.
(٤) العنت: يعني الزنا، وأصله من كلمة عنوة إذا كانت صعبة المسلك (غرر المقالة ص ٢٠٠).
(٥) سورة البقرة، الآية: ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>