للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما قلنا إن الشهادة على الخط لا تنفع لأن الخط لا يحكم باعتراف كاتبه على ما كتبه (١) لأنه قد يكتب أشياء لا يؤخذ بها ولو لفظ كتبه لأخذ به.

[فصل [١٤ - إذا مات القاضي المكتوب إليه]]

وإذا مات المكتوب إليه أو عزل فجاء الكتاب إليه والمكاتبة للذي قبله لزم الثاني أن يحكم بما فيه (خلافًا لما حكي عن أبي حنيفة من أنه لا يجوز للقاضي الثاني أن يحكم بما فيه (٢)) (٣) لأن الحاكم لا يخلو أن يكون كتب ما به قد حكم أو بثبوت حق عنده لم يحكم به: فإن كان قد كتب بأنه قد حكم فيلزم كل من ثبت عنده ذلك من الحكام تنفيذه، وإن كان قد كتب بها يثبت عنده فذلك جار مجرى الشهادة على الشهادة فشهود الفرع إذا ماتوا جاز لغيرهم تحمل الشهادة كذلك ها هنا.

[فصل [١٥ - في حكم الحاكم على الغائب]]

يحكم على الغائب إذا أقام الحاضر البينة وسأل الحكم له (٤)، وقال أبو حنيفة يسمع الحاكم دعوى الحاضر وبينته ولكن لا يحكم له على الغائب ولا على من هرب قبل الحكم وبعد إقامة البينة (٥)، ودليلنا قوله - صلى الله عليه وسلم - لهند وقالت له إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي أفأخذ من ماله فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف" (٦)، وقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لما خطب الناس "ألا إن أسفيع: جهينه رضي لدينه وأمانته أن يقول سبق الحاج فادان معرضا وإنا بايعوا ماله فمن كان له عليه دين فليحضر (٧) ولم يكن أسفيع حاضرًا


(١) في ق: كتابه فإن على ما كاتبه.
(٢) انظر مختصر الطحاوي: ٣٣٠.
(٣) ما بين قوسين سقط من ق.
(٤) انظر التفريع: ٢/ ٢٤٩.
(٥) انظر مختصر الطحاوي مع شرح الميداني: ٤/ ٨٨.
(٦) سبق تخريج الحديث.
(٧) سبق تخريج هذا الأثر ص ١١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>