للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان ذلك فالعقد حاصل وإن لم يوجد وكذلك الاسم، ولأنه عقد من العقود فلم يكن من شرط انعقاده قبض المعقود عليه أصله سائر العقود، ولأنه عقد لازم فوجب أن يلزم بنفس انعقاده كالبيع.

فصل [٥ - إذا تعلق بمال الغريم حقوق الغرماء وثبت أنه رهن شيئًا لبعضهم]:

وإذا تعلق بمال الغريم حقوق الغرماء وثبت أنه كان رهن شيئًا من ماله لبعضهم وأقر أنه أقبضه إياه فلا يقبل إلا ببينة تشهد بمعاينة القبض (١) خلافًا للشافعي في قوله: أنه يكفي التقارر في ذلك (٢)، لأن إقرار المقرر على نفسه إنما يقبل فيما لا يسقط حق غيره ويمكن أن يكونا قد تراضيا على الإقرار بذلك ليسقط حق باقي الغرماء فلم يقبل إلا بشهادة البينة عليه.

[فصل [٦ - اشتراط استدامة القبض في صحة الرهن]]

استدامة القبض شرط في صحة الرهن فمتى حصل مقبوضًا ثم عاد إلى يد الراهن برضا من المرتهن باستخدام أو بعارية أو وديعة أو غير ذلك فقد خرج من الرهن (٣) خلافًا للشافعي (٤)، لقوله تعالى: {فرهان مقبوضة} (٥)، فعم سائر أحوالها، ولأنها حال من أحوال الرهن فكانت (٦) تبقيته في يد الراهن باختيار المرتهن مخرجه له عن الرهن أصله الابتداء.

[فصل [٧ - في عقد الرهن قبل وجوب الحق]]

يصح عقد الرهن قبل وجوب الحق، فإذا وجب الحق كان رهنًا به بذلك العقد ولا يحتاج إلى استئناف عقد ثان، وكذلك يصح تقدم الضمان على الحق


(١) انظر: المدونة: ٤/ ١٥٧ - ١٥٨، التفريع: ٢/ ٢٦٤، الكافي ص ٤١٥.
(٢) انظر: الأم: ٣/ ١٧٦ - ١٧٨، مختصر المزني ص ٩٥ - ٩٧ - ٩٨.
(٣) انظر: التفريع: ٢/ ٢٦٣، الرسالة ص ٢٣١، الكافي ص ٤١٠.
(٤) انظر: الأم: ٣/ ١٣٩ - ١٤١، مختصر المزني ص ٩٣ - ٩٤.
(٥) سورة البقرة، الآية: ٢٨٣.
(٦) في (م): فكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>