للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما حلقهُ فمثلة منهي عنها) (١) هذا مذهب أكثر أهل العلم وعلماء المدينة، ومروي عن جمهور الصحابة، وذهب أبو حنيفة والشافعي إلى استحبابه (٢).

وإنما قلنا ذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس منا من حلق" (٣)، ولأن في تبقيته جمالًا للوجه وزينة، وفي حلقه مثلة وذهاب بهاء الوجه (٤) وجماله فكانت تبقيته هي المستحبة كشعر اللحية، وروي عن عمرو وأبي سعيد الخدري وراع بن خديج وجابر وسهل بن سعيد (٥) وأبي هريرة وغيرهم أنهم كانوا يجزون شواربهم (٦)، وقال مالك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا حزبه أمر فتل شاربه (٧)، وقال ابن المسيب أول من قص الشارب إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - (٨)، فأما إعفاء اللحية وتوفيرها وتكثيرها لأن في ذلك جمالًا للوجه وزينة للرجل، وجاء في بعض الأخبار "أن الله عَزَّ وَجَلَّ زين بني آدم باللحى (٩) " ولأن الغرض بذلك


(١) ما بين قوسين سقط من م.
(٢) انظر الأم: ١/ ٢١، فتح الباري: ١٠/ ٣٤٧.
(٣) أخرجه أبو داود في الجنائز باب في النوح: ٣/ ٤٩٦، والنسائي في الجنائز باب شق الجيوب: ٤/ ١٨، قال ابن حجر "والاستدلال بهذا الخبر في غير ما ورد فيه (فتح الباري: ١٠/ ٣٤٨).
(٤) في م: لماء الوجه.
(٥) سهل بن سعد: بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبو العباس، وله ولأبيه صحبة، مشهور، مات سنة ثمان وثمانين وقيل بعدها وقد جاز المائة (تقريب التهذيب: ٢٥٧).
(٦) انظر البيهقي: ١/ ١٥١ وفيه من طريق ابن أبي رافع قال: رأيت أبا سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وابن عمر ورافع بن خديج وأبا أسد الأنصاري وسلمة بن الأكوع وأبا رافع ينهكون شواربهم.
(٧) أخرجه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد وهو ثقة مأمون (مجمع الزوائد: ٥/ ١٦٩).
(٨) الموطأ: ٣/ ٩٢٢.
(٩) لم أعثر على تخريج هذا الخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>