للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأشار حسان في قصيدة له في الجاهلية إلى ما كان يصنعه ولائد النصارى من نظم الأكلة في عيد الفصح بقوله:

قد دنا الفصح والولائد (١) ينظـ .... ـنَ سراعاً أكلَّة (٢) المرجان

* الموحدون من العرب:

في العرب أفراد كانوا قبل البعثة على عقيدة التوحيد:

منهم: زيد (٣) بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى، فقد اعتزل الأوثان، واجتنب أكل ما يذبح على الأنصاب. روى البخاري في "الجامع الصحيح": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح (٤) قبل أن يُنْزَلَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحيُ، فقدمت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سفرة لحم، فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه (٥).

ومنهم: أبو قيس صرمة بن أبي أنس صرمة بن مالك من بني النجار، كان ترهب في الجاهلية، ولبس المسوح، وفارق الأوثان، وهمَّ بالنصرانية،


= {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: ١٥٧].
(١) جمع وليدة، وهي الصبية.
(٢) جمع إكليل، وهو عصابة تزين بالجواهر.
(٣) هو ابن عم عمر بن الخطاب بن نفيل، وهو أبو سعيد بن زيد أحد المبشرين بالجنة.
(٤) واد بظاهر مكة في طريق التنعيم.
(٥) لم يرد في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل من هذه السفرة، وقال الخطابي: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يأكل مما يذبحون على النصب للأصنام. ويأكل ما عدا ذلك، وإن لم يذكر اسم الله؛ لأن الشرع لم يكن نزل بعد.