للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مقدمة الإمام محمّد الخضر حسين (١)

نتحرى باسمك اللهم أسلوباً حكيماً، ونضع لعارضة اليراع قسطاطاً مستقيماً، ونستفتح خزائن النعم، ونستمنح لطائف الحكم، بحمد تنفث فيه الأفئدة روح الاخلاص، وتسلك بصيغته الألسنة مسلك الاختصاص، ونصلِّي على مبدأ عقد الرسل ومنتهاه، وواسطته الذي لم يتمخض الكون بمثل محيَّاه، وعلى آله وأصحابه، القابضين على سننه وآدابه، وننشر بيد الاستعطاف ألوية الرضا، على من له في فهم مقاصد الشريعة اليد البيضا، أما من انفرد بمضيق في بنيّات الطريق، فزاع بالكلم عن مدلولها، وانتزع الفروع من غير أصولها، فإليك إيابه، وعليك حسابه.

أمّا بعد:

فإن العلم أساس ترفع عليه قواعد السعادة، ولا تنفتح كنوزه إلا بتدقيق النظر ممن تصدى للإفادة أو الاستفادة، وهاته مقدمة لا يؤود اللسان حفظها، ولا يكبر على صدف المسامع لفظها.

أما العقل الذي يقدر الأشياء حق قدرها، ويسير بمعيار التدبر والانصاف


(١) المقدمة التي افتتح بها الإمام مجلة "السعادة العظمى"، وقد استوفت جميع صفحات العددين الأول والثاني الصادرين بتاريخ ١٦ محرم ١٣٢٢ هـ.