الأدبية، وتشهد بأن هذه المنظومات مُثُل من شعر ربيعة في عهد الجاهلية، وما يدّعيه المؤلف من أن شعرهم ذهب ضائعاً، وأن هؤلاء الرواة أجمعوا على باطل، فحديث مطرود من ساحة القبول حتى يأتي صاحبه، ولو بمثل من هذا الشعر الضائع، أو يقيم الشاهد على ضياعه، وما حشره في الفصول الماضية كالمستدل على هذه الدعوى قد رأيتموه كيف ذهب، ولم يبق منه شيء غير الذكرى.
وأما الجملة السادسة، وهي أن الشعر يمنيٌّ قوي حين لصلت القحطانية بربيعة، فلا وجه لجعلها نتيجة ينتهي إليها الدرس المتقدم؛ فإن المؤلف لم يبحث في الفصول السابقة، ولا في هذه الملاحظة أيضاً عن أولية الشعر بحثَ أهل العلم حيث يوردون مقدمات معلومة أو مظنونة، ويصوغون النتيجة بمقدارها.
* شعر مضر واليمن وربيعة:
قال المؤلف في (ص ١٨١): "فلنا في شعر مضر رأي غير رأينا في شعر اليمن وربيعة؛ لأننا نستطيع أن نؤرخه، ونحدد أوليته تقريباً، ولأنا نستطيع أن نقبل بعض قديمه، دون أن تحول بيننا وبين ذلك عقبة لغوية عنيفة". وقال:"إن الشعراء الجاهليين من مضر قد أدركوا الإسلام كلهم، أو أكثرهم، فليس غريباً أن يصح من شعرهم شيء كثير".
من يقرّ هنه الجمل يسبق إلى ظنه أن الشعراء الذين أتى عليهم المؤلف، وحجز عنهم هذا الشعر الذي يُعزى إليهم، أو قال: لا أدرس الحياة الجاهلية في شعرهم، كلهم من ربيعة، ولكنه بحث في شعر عبيد بن الأبرص، وهو من بني أسد، وبنو أسد من مضر، ويحث في شعر علقمة، وهو من بني تميم،