بالغة حين غشيت منازلهم زائرين، وفي مقدمة هؤلاء الكرام: المفتي الجليل الشيخ محمد أبو الخير بن عابدين من عائلة الشيخ ابن العابدين الحنفي الشهير، والشيخ السيد أديب نقيب الأشراف، والأمير عبد الله بن الأمير عبد القادر، والأساتذة الشيخ يوسف النبهاني الشهير، والشيخ عارف منير، والشيخ حسن الأسطواني، والشيخ عطاء القسم، والشيخ مصطفى طنطاوي، والشيخ رضا مفتي آلاي، وابنه الشيخ يحيى المكتبي، والشيخ محمود، والشيخ سعيد الجزائري.
* صلاة الجمعة في المسجد الأموي:
زرت مسجدها الشهير بالجامع الأموي، وشاهدت من تنميقه واتساع أركانه ما يعز نظيره فيما رأيت من المساجد الجامعة، ولم نلف به لذلك الحين سوى درسين:
أحدهما: في الوعظ يقوم به أحد المشايخ الصادرين عن الجامع الأزهر.
وثانيهما: في الفقه المالكي يتولى قراءته الشيخ عبد القادر من فقهاء الجزائر.
شهدت به صلاة الجمعة، فكان مع هذه السعة في الطول والعرض غاصاً بالمصلّين، وحدثني الشيخ سعيد الجزائري، وقد التقيت به عقب الصلاة: أن بعض الباحثين قدَّر المصلين به في مثل هذا اليوم بحساب محرر، فبلغ عددهم سبعة آلاف.
أما خطباؤه، فإنهم يلقون الخطب بلهجة صادعة، وأسلوب مؤثر، ولا ترى بيد واحد منهم عند الخطبة ورقة، فهم يمثلون هيئة الخطابة عند العرب، ويحفظون أثراً من آثار الفصاحة، بمعنى: طلاقة اللسان، والنطق