بشعره إلا في رأي الفاسق عن أمر (ديكارت)، ومن ذا الذي يقبل الفرق بين الشماخ وأبي عزّة الجمحي، فلا يثق بما ينسب إلى الأول، ويضع ثقته فيما ينسب إلى الثاني؟! ولا ينفع المؤلف أن يوجد أشخاص يدعون بهذا الاسم ولهم شعر، فالشماخ بن ضرار هو صاحب الديوان، وهو المشهور في كتب الأدب والتراجم، وليس لغيره أثر في الأدب يهيئه إلى أن يذكر في جانب عنترة، وبشر بن أبي خازم.
* نظرية: أن القرآن أصدق مرآة لحياة الجاهلية:
أخذ المؤلف يصور نظرية أن القرآن أصدق مرآة لحياة الجاهلية، وجعل يورد أشياء ألفها الناس من قبل، وعلى الرغم من وضوحها، لم تستطع أن تعقد صلة بينها وبين هذه الصورة التي انساب فيها قلمه وطغى.
ذكر المؤلف أن العرب أعجبوا بالقرآن؛ لأنهم فهموه، ووقفوا على أسراره، وإنما فهموه؛ لما بينهم وبينه من الصلة، وهي كونه كتاباً عربياً، وانصرف من هذا إلى أن في القرآن رداً على الوثنيين واليهود والنصارى والصابئة والمجوس، وأن لأصحاب هذه الملل والنحل فرقاً في بلاد العرب تمثلهم، وأن هذه الفرق هي التي كانت تعارض القرآن حين هاجم دياناتهم، وخرج من هذا إلى أن القرآن حيث يتحدث عن الوثنيين واليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب النحل والديانات، إنما يتحدث عن العرب، وعن نحل وديانات ألفها العرب، وكان يلقى من المعارضة والتأييد بقدر ما لهذه النحل والديانات من السلطان على نفوس الناس، إذاً القرآن "يمثل لنا حياة دينية قوية تدعو أهلها إلى أن يجادلوا عنها ما وسعهم الجدال"، وادّعى بعد هذا أن القرآن يمثل الأمة العربية في حياة عقلية قوية، إلى حياة سياسية