جرى حديث لمندوب "المصري" مع فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر عن رأي الإسلام في شروط التوظف، والسن التي يجب توافرها فيمن يلي الوظائف في الإسلام، فأجاب فضيلته على ذلك بقوله:
ولاية الأمور العامة في الإسلام يتوخى فيها شرطان أساسيان:
أحدهما: الكفاية العلمية التي تناسب العمل العام الذي يراد ممن يتولاه أن يقوم بأعبائه.
والآخر: العنصر الخلقي، ومناطه الإخلاص.
ومهما تتبع الدارس الشروط والمؤهلات التي يطلبها الإسلام فيمن يلي الأمور العامة، ويصف بها ولاة الأمر المثاليين، وعمال الحكومة الصالحين، فإنه يجدها لا تخرج عن هذين الشرطين.
وانظر ما وصف الله به أنبياءه الذين تولوا شؤون أممهم؛ كنبي الله يوسف - عليه السلام -؛ فقد جاء في كتاب الله -عَزَّ وَجَلَّ- على لسانه:{قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} {يوسف: ٥٥].
(١) مجلة "الأزهر" الجزء الثالث -المجلد الخاص والعشرون- غرة ربيع الأول ١٣٧٣ هـ - نوفمبر تشرين الثاني- ١٩٥٣ م.