قال المؤلف في (ص ١١): "أحب أن أكون واضحاً جلياً، وأن أقول للناس ما أريد أن أقول لهم دون أن اضطرهم إلى أن يتأولوا، أو يتمحلوا، ويذهبوا مذاهب مختلفة في النقد والتفسير، والكشف عن الأغراض التي أرمي إليها".
شق المؤلف للقراء عن صدره، وأراهم ما فيه من نية الخروج عن الأدب إلى الطعن في الإسلام، وقد عرف أن من الصراحة ما لا يجد في النفوس منفذاً، فجنح في كثير من المواضع إلى استعمال الجمل التاريخية أو الأدبية في قضاء مآرب الدعاية، ونشر فيها روح التنكر للحق، لكيما تسلك هذه الروح في قلوب المستضعفين من الناس، وتبقي بها أثراً، دون أن يشعروا بما ينويه المؤلف في نشرها.
فالمؤلف قد اضطر الناس -بما يبثه في كتابه من أرواح غير طيبة- إلى أن ينتقدوا ويكشفوا عن الأغراض التي يرمي إليها، ولو احتملوا هذا اللون من التعب، وحملوا عليه وزر الرد والدفع والمناقشة.
* منهج ديكارت:
قال المصنف في (ص ١١): لا أريد أن اصطنع في الأدب هذا المنهج