في بحث جامعي مستوعب، قدّم لنا الأستاذ محمد مواعدة في أول كتاب له، وفي أول باكورة تقدم للطبع من باكورات رسائل التأهيل للبحث الجامعي التي تنظمها وتشرف عليها الجامعة التونسية وأساتذتها - قدم لنا شخصية تونسية إصلاحية، هي شخصية محمد الخضر حسين.
تلكم الشخصية التي تنال الاهتمام لثاني مرة خلال هذا الموسم الأدبي بكتاب أصدره عنها الأستاذ أبو القاسم كرو. ثم بهذه الدراسة الثانية، وإن دل هذا، فإنما يدل على مبلغ العناية التي أصبح أدباؤنا يولونها نحو الجيل المؤسس لحركة البعث والتثقيف والإصلاح.
على أننا نأمل أن تتلو هذه الالتفاتات غيرها يقوم بها الشباب نحو جيل رائد قدر له أن يعيش فترات حالكة صعبة مريرة، فرض عليه خلالها الصمت والقهر والكفاح، وحرم من أبسط ما كان يتمنى أن يراه في حياته، وللإبرار بتاريخنا، فإن علينا أن نوفي هؤلاء بعض الوفاء بنشر ما تركوا في
(١) كاتب تونسي معروف - مجلة "الإذاعة التونسية" العدد ٣٣٦ من السنة الخامسة عشرة الصادر في ١ ماي ١٩٧٤ م. وهذا المقال عرض لكتاب الأستاذ محمد مواعدة "محمد الخضر حسين: حياته وآثاره".