للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَلَوْ جَسَّ أَحْشائي لَخِلْتُ بَنانَهُ ... وإِنْ هالَ أَقْواماً بَنانُ طَبيبِ

فَلا كانَ مِنْ عَيْشٍ أَرى فيهِ أُمَّتي ... تُساسُ بِكَفَّيْ غاشِمٍ وغَريبِ (١)

[شكر على تقريظ]

" عندما ألّف الشاعر كتابه "الخيال في الشعر العربي" أرسل إليه حضرة اللغوي الأستاذ الشيخ عبد القادر بن المبارك الجزائري قصيدة قرظ بها الكتاب، وهي المنشورة في الحاشية. وقد أجابه الشاعر بالقصيدة التالية سنة ١٣٤٥ هـ " (٢).


(١) ساس الأمة: قام عليها. الغاشم: الظالم والغاضب. الغريب: المستعمر إطلاقاً.
(٢) نص قصيدة الأستاذ عبد القادر بن المبارك التي بعث بها إلى الشاعر:
لمحمد الخضرالحسين التونسي ... سامي كتاب خيال شعر مؤنس
يحوي فنون قوى المفكرة التي ... هي ربَّة المعنى الأغرّ الأنفس
طالعته فظننت أن قد ضمني ... في جنَة الشعراء أبهى مجلس
أُسرى إليه بي الخيال ودأبه ... أن يقطع الفلوات غير معرّس
فتمثّلت لي ثروة الشعر التي ... هي سر إغناء الخيال المفلس
ورأيت أفلاكاً كواكبها النهي ... ومقامها فوق الجواري الكنس
وزمانها أسحار ليل مقمر ... في الطيب أو آصال يوم مشمس
ونوابغ الشعراء فيها استعمروا ... وطناً بغير نبوغهم لم يحرس
لاذوا به من غلظة الأرض التي ... لولا مزاج بارد لم توبس
وهنالك "الخضْر اجتلى بخياله ... ما يجتلي الطيار فوق الأرؤس
في جو شعر العرْب حلّق راسماً ... أسمى عروس شعور تلك الأنفس
وعلى اتساع خيالهم وسمِّوه ... لم يبق في آفاقه من حندس
فبدا خيال الشعر لي ببيانه ... كالجسم موصوفاً برأي مهندس =