أنه رآها تكسر الجوز بأسنانها. فقال الشاعر الفرنسي: ما رأيت خشباً يكسر بالدرر إلا اليوم. فقلت له: يقرب من هذا قول الحريري:
ولاح ليلٌ على صبحٍ أقلهما ... غصن وضرَّستِ البلّور بالدررِ
وترجم إلى اللغة العربية من اللغة الفارسية معان متعددة؛ كقول الشاعر:
قالوا إذا جَمَلٌ حانت منيتُه ... يطوف (١) بالبئر حتى يهلك الجملُ
وذكر الشهاب الخفاجي في "طراز المجالس " أبياتاً نقلها من ديوان الطغرائي، ثم قال: هذا نظم لما في بعض الكتب الفارسية، ومنها: أن بعض الأشجار رأت فأساً ملقاة في الرياض، فقالت: ما تفعل هذه هنا؟ فأجاب بعضها: بأنها لا تضر إلا إذا دخل فيها عود منا.
وهذا المثل ينطبق على حالنا مع المستعمر، فإنه لا يصل إلى أغراضه إلا بافراد لنا منا؛ كما دلت عليه المشاهدات.
* إدراك الشعراء لبراعة الشعر:
ومن دلائل براعة الشعر: تداول الرواة له، وتناقل ألسنة أهل الفضل إياه.
ومنها: قصد الشعراء له بالمعارضة والتشطير؛ كما عارض الأصم السّراي أبي تمام:
السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتبِ ... في حدِّه الحدُّ بين الجدِ واللعبِ
بقصيدة يمدح فيها عبد المؤمن بن علي يقول في طالعها: