استعمال الألفاظ في غير مواضعهما ومضاره الاجتماعية (١)
وضعت الألفاظ ليعبر بها عما يجول في الضمائر من المعاني التي يراد نقلها إلى أذهان أناس آخرين، وقد تقصَّت المعاجم الألفاظ المفردة، وعينت لكل لفظ معناه اللائق به، ووضع النحاة وعلماء البيان قوانين يعرف بها كيف تؤلف هذه الألفاظ المفردة حتى تصير جملاً تؤدي صور المعاني القائمة في النفوس كما هي.
فمن استعمل مفرداً في غير معناه المعروف في معاجم اللغة، أو مقاييسها، فقد ارتكب خطأٌ، وقد ينبني على هذا الخطأ خلل في تصوير المعنى الذي صيغ الكلام من أجله، وربما كان لهذا الخطأ ضرر على الأخلاق ونظام الاجتماع.
ونضرب لهذا أمثلة تدلك على شيء من المضار الناشئة من استعمال الألفاظ في غير مواضعها.
يجري في المديح لفظ: العزة والتواضع، وفي الذم: لفظ الكبير والذلة.
والعزة: صون النفس عن مواضع الإهانة. والذلة: الانحطاط إلى هذه المواضع القذرة.
(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الأول من المجلد الثامن عشر.