جاءت الشريعة الإسلامية لتهذيب النفوس، وتطهيرها من المزاعم الباطلة، وطبعها على الاعتقاد بأن لا يقع تصرف في الكون إلا بإذن الله.
ومن المزاعم الباطلة التي تجول في النفس: الاعتقاد ب العدوى والطيرة.
فالعدوى: اسم مصدر من الإعداء، يقال: أعداه الداء إعداء وعدوى، وهو: أن يصيبه مثلُ ما بصاحب الداء.
ومن الأمراض ما يصيب الصحيح؛ لقربه من المريض، ومخالطته؛ كالطاعون، والجذام، والجرب، فيعتقد أناس أن العدوى سرت من المريض إلى الصحيح بذاتها، فقال - عليه الصلاة والسلام - كما ورد في الحديث الصحيح:"لا عدوى، ولا طيرة".
فبيّن أن مرض الصحيح بقدر الله.
وقد يحصل للصحيح مرض مثل الذي حصل للمريض الذي قاربه وخالطه، فحدوث المرض بقدر الله، ولم يحدث لذات العدوى، وإنما جعل الله القرب والمخالطة سبباً ظاهراً للمرض، لا سبباً مستلزماً للمسبب، كما قال - صلى الله عليه وسلم - للأعرابي الذي قال له مستشكلاً لحديث "لا عدوى": يا رسول الله!
(١) مجلة "لواء الإسلام" - العدد الثالث من المجلد العاشر.